الخميس، 12 سبتمبر 2013

قطرة دم.. !



قيل لنا.. لا أذكر متى؛ أن مصر غير كل الدول العربية.. قيل أنها مدينة حضارة ودين وعراقة وأصالة؛ وأن جذورها ممتدة في تاريخ البشرية؛ وعليه فهي ليس كالمدن الأخرى ..
.. 
فجأة تكتشف أن كل المدن العربية تتشابه.. لا فرق بين التي تضرب جذورها في التاريخ أو التي تكونت منذ خمسين سنة مثلا..
وفجأة تكتشف - كذلك - أن تشابه المدن العربية لا يكون إلا في الحزن.. والقتل والتنكيل بالشعوب المغلوبة على أمرها.
..
في التسعينات عاشت الجزائر محنة، سميت بالعشرية السوداء؛ قتل فيها ما يزيد عن مئتي ألف قتيل .. بالاضافة إلى المفقودين.. والمغتصبين من النساء.. والمشردين واليتامى والأرامل.. كان القتل هو الحرفة المفضلة عند الكثير ممن أرادوا تصفية حسابات قديمة أو جديدة سيان .. 
صوت الموت كان عاليا.. والقتل كان صباح مساء.. وآخر الليل كنا نتساءل في ذهول:
مَن يقتل مَن..؟؟ لا مجيب..؟!!
والسبب كان شح المعلومات وغياب الصحافة المحايدة وعلو الصوت الواحد.. صوت الدولة التي كانت تقيد القتلى : ضد مجهول.. أو تلصقها كالعادة بشماعة الارهاب.. التهمة الجاهزة..
قُتل من قُتل .. والذي له ثأر أو حساب صفاه.. والكل.. يتهم الارهاب..
..
الغريب أن تأتي سنوات 2013 وتعيش مدننا العربية الجاحدة الناكرة للجميل نفس أزمة الجزائر.. وبنفس الغباء أو التغابي أو الاستغباء... 
ويظل الارهاب شماعة حكامنا العرب... في سوريا .. وأخيرا في مصر..!!
..
من قبل شهدت تونس أحداث ما سمي الربيع العربي .. فهرب رئيسهم بن علي واستقبلته بلاد الحجاز بالاحضان وهو الذي سرق ونهب وقتل .. وحرم الحجاب في الجامعات وفي مؤسسات العمل...
في ليبيا فاق طاغية ليبيا كل توقع وجهز نفسه لقصف شعبه وكأنه يحارب في عدو أزلي.. لكنه لقي حتفه أخيرا كالفأر الضال على يد شعبه الذي لطالما احتقره زنكل به وأهان كرامة الرجل واغتصب النساء أمام أهاليهم ليوغل في إهانتهم..
..
أما طاغية سوريا فإلى اليوم ما زال يقصف مدن الحضارة ..ويقتل شعبه.. ولم يكتف بذلك.. ليقصف شعبه بالسلاح الكيماوي في الشهر المنصرم في سابقة خطيرة.. هو الذي منذ اربعين سنة وأراضيه ترزح تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، ولم يستطع أن يحرك دبابة واحدة أو يطلق رصاصة واحدة.. منتهى الجبن والخذلان... واليوم هاهو يتشطر على النساء والأطفال فيرتكب أبشع جريمة في هذه الألفية.. جريمة الكيماوي..
ومؤخرا هددته أمريكا بضربة تأديبية بسبب استخدامه الكيماوي.. فهرع للوسطاء يقدم الولاء والطاعة لامريكا ليسلمها كل سلاحه الاستراتيجي.. دون عناء ولا مقايضة.. فقط احتفاظه بكرسي السلطة..
أي حكام هؤلاء..!!؟؟؟
أي خزي وأي عار نعيشه.. فهم لا يتشطرون إلا على شعوبهم .. وجيوشنا لا تحارب إلا شعوبها.. !!

في اليمن الأمر لم يختلف.. رغم النهاية المختلفة وبفعل فاعل كذلك...
ماذا يمكن أن نقول.. غير أننا شعوب مغلوبة على أمرها..
..

أيام الحزن: 12/09:2013



هناك تعليقان (2):

ضياء عزت يقول...

مش متفق معاكي إننا شعوب مغلوب على أمرها

فريدة إبراهيم يقول...

أهلا بك أخي عزت دمت بخير.. وجمعتك طيبة..
ألسنا شعوب مغلوبة على أمرها يا أخي؟؟!
من المحيط غلى الخليج اذكرلي شعبا عربيا حرا طليقا في وطنه.. يتمتع بحقوقه المتعارف عليها عالميا ...
شكرا جزيلا لحضورك
احترامي