لا أدري لماذا وكيف .. عادت بي الذاكرة إلى الوطن قبل خمس سنوات ..
في هذا الصباح البارد تذكرت تلك الطفلة _ أسماء _ ذات ست سنوات .. حين دق جرس الفسحة لم تغادر مكانها .. فاقتربت منها وسألتها عن سبب عدم خروجها للعب في الساحة مع أترابها، في يوم يشبه هذا اليوم البارد في مدينة الشراقة الكبرى ..
رفعت أسماء عينيها المرتعشتين، ورمقتني بنظرة انكسار وقالت:
- ليس لدي ما آكله ولم أشرب حلي...ب الصباح ..
وسقطت دمعة من عينيها.. ثم صمتت .. .
فصمتت كل الدنيا عن الهراء .. عجزت عن الرد ، وعن التصرف .. وعن إكمال الدرس في ذلك اليوم.. وحزنت .. على أطفال بلد المليون شهيد ..
وإلى اليوم .. وأنا أذكر الطفلة أسماء، في عيون أطفال سوريا ، وأطفال فلسطين ، واطفال مصر ..
وأطفال كل الشعوب العربية المُهانة في أوطان تنفخُ بطونا بتجويع أخرى .. !
..
..
فمن لــ أطفالنا غيرك يا الله.. رفقا بهم فقد قست قلوب البشر..
رحماك ربي بالمستضعفين
..
فريدة إبراهيم
ايام الحزن: 13/12/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق