ما أشبه اليوم بالبارحة/ ما أبعد البارحة عن اليوم {1948-2014}
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي والجزائر تحت نير الاستعمار الفرنسي
فلسطين والعيد
النفُوس حَزِينة، واليوم يومُ الزينة، فماذا نصْنَع؟
إخواننا مُشرَّدُون، فهل نَحن مِنَ الرَّحْمة والعطفِ مُجرَّدون؟
تتقاضانا العادة أنْ نفرَحَ في العيد ونَبْتَهِج، وأنْ نَتبادل التهاني، وأنْ نَطْرَح الهمُوم، و...أنْ نتهادى البشائِر.
وتتقاضانا فلسطين أنْ نَحزَنَ لِمحنَتِها ونَغْتَمَّ، ونُعْنى بقضيتها ونَهتم.
ويتقاضانا إخوَانُنا المشرَّدون في الفيافي، أبدانهم للسوافي، وأشلاؤهم للعوافي، أنْ لا نَنْعَمَ حتى يَنْعموا، وأنْ لا نَطعم حتى يطعموا.
ليت شعري! ...هل أتى عُبَّاد الفلس والطين، ما حَلَّ ببني أبيهم في فلسطين؟
أيَّها العرب: لا عيد، حتى تنفذوا في صُهيون الوعيد، وتُنجِزُوا لفلسطين المواعيد، ولا نَحْر، حتى تَقْذِفوا بصهيون في البحر.
ولا أضحى، حتَّى يَظْمأ صهيون في أرض فلسطين ويَضحى .
أيُّها العرب: حرامٌ أنْ تَنْعموا وإخوانكم بؤساء، وحرامٌ أنْ تَطْعموا وإخوانُكم جياع، وحرامٌ أنْ تطمئنَّ بِكم المضاجِع وإخوانُكم يَفْتَرشون الغبراء.
أيُّها المسلمون: افهموا ما في هذا العيد من رُموز الفداء والتضْحية والمعاناة، لا ما فيه من معاني الزِّينة والدِّعة والمطاعم، ذاك حق الله على الروح، وهذا حقُّ الجسدِ عليكم.
إنَّ بين جنبي ألَمًا يتنـزّى، وإنَّ في جوانِحي نارًا تتلظّى، وإنَّ بين أناملي قلَّما سِمته أنْ يَجري فجمح، وأنْ يسمح فما سَمح، وإنَّ في ذِهني معاني أنْحى عليها الهمُّ فتهافتت، وإنَّ على لساني كلمات حبَسَها الغمُّ فتخافَتَت.
فلو أنَّ قومي أنطقتني رِمَاحُهُم...نطقتُ ولكنَّ الرِّماح أجَرَّتِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق